سُئِل حكيم :بم ينتقم الإنسان من عدوه ؟ فقال : بإصلاح نفسه

الاثنين، 10 أغسطس 2009

الصوم هذا العام في الحر الشديد



عن أبى الدر داء رضي الله عنة قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في بعض إسفاره فى يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شده الحر وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه و سلم و عن ابن عباس رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا موسى على سرية في البحر فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع فى ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى اخبرنا إن كني مخبرا قال إن الله تبارك و تعالى قضى على نفسه انه من أعطش نفسه له في يوم صائغ سقاه الله يوم العطش قال فكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرا فيصومه ان المتسابق الفذ والمريض الذي يريد تحصل أعلى دراجات الشفاء هو الذي يقتدي بأبي موسى فيختار اليوم شديد الحر فيصومه لكي يسبق غيره ويفوق سواه لهذا سمي الحسن البصري أهل الصيام فى أيام الحر الرعيل الأول لأنهم تقدموا صفوف الانقياء و سبقوا صفوة الانقياء فعن الحسن انه عرض عليه طعام فقال أنى صائم فقيل له في هذا الحر الشديد قال أنى أحب أن أكون في الرعيل الأول بل كانوا يتمنون الحر الشديد ليحصدوا الثواب الجزيل المضاعف و من ذلك ما حدث مع عامر بن قيس لما سار من البصرة إلى الشام كان معاوية رضي الله عنه يسأل أن يرفع إليه حوائج فيأبى فلما أكثر عليه قال حاجتي إن ترد على من حر البصرة لعل الصوم إن يشد على شيئا فأنه يخف على في بلادكم و مما يعين على هذا الصوم إن يفهم انه يصبر على العطش فيه ليوم عطش اكبر و يتحمل مشقية ليوم تشيب فيه الولدان و ليتعلم من الإعراب الذين صاروا أساتذة الدنيا بحسب صلتهم بالله و شدة يقينهم بوعده الذي لا يخلف و كرمه الذي لا يوصف و اسمع تقتد خرج الحجاج ذات يوم فأصحر وحضر غداؤه فقال اطلبوا من يتغذى معي فطلبوا فإذا أعرابي في شملة فأتىته فقال السلام عليكم قال هلم أيها الاعرابى
قال: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته
قال :ومن هو؟
قال :دعاني الله ربى إلى الصوم فأنا صائم
قال: وصوم فى مثل هذا اليوم الحار
قال:صمت ليوم هو أحر منه
قالا: فأفطر اليوم وصم غدا
قال:ويضمن لي الأمير أن أعيش إلى غدا
قال :ليس ذاك إليه
قال: فكيف تسألني عاجلا بأجل ليس إليه سبيل
قال:والله ما طيبه خبازك ولا طباخك
قال: فمن طيبه
قال العافية
قال ألحجاج:تالله ما رأيت كاليوم ...أخرجوه عنى
فان كان قلبك قاسيا و لم يرغبك ما سبق في تحمل حر هذه الأيام لم يبق في جعبتي إلا خبر مسروق الذي ذكرنا فيه بحر يوم القيامة و الطريق إلى تلطيف الجو فيه فعن الشعبي قال غشى على مسروق في يوم صائف و هو صائم فقالت له ابنته افطر قال ما أردت بي قالت الرفق قال يا بنية إنما اطلب الرفق لنفسي في يوم كان مقدره خمسين ألف سنه و مثل هذا الاعرابى في و فائه و مثل مسروق في صبره كان حسين بن رستم الايلى فى رجولته وقد الذي دخل على قوم و هو صائم فقالوا له افطر فقال أنى وعدت الله وعدا و أنا اكره إن اخلف الله ما وعدته